fbpx
أخبار

هل تعلم … أن الصداع يمكن أن يحدث نتيجة سوء إطباق الأسنان؟

أبريل 30, 2019

يشرح الدكتور ريوس في هذا المنشور كيف يمكن لسوء إطباق الأسنان أن يؤدي إلى الإصابة بصداع دائم.

يقوم الدكتور: “أرى يوميًا مرضى مصابين بهذه الحالة. ويتم تحويل العديد من هؤلاء المرضى من مختصين آخرين لأنهم زاروا في البداية طبيب العائلة الذي حوّلهم إلى اختصاصي أعصاب الذي بدوره حوّلهم إلى اختصاصي علم وظائف الأعصاب، ومن هناك تم تحويلهم إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة بل وإلى طبيب قلب أو اختصاصي الصدمات والرضوض! حتى قام أحدهم في النهاية بتشخيص الحالة بأنها متلازمة الألم الفموي الوجهي أو متلازمة كوستن أو متلازمة المفصل الصدغي الفكي أو مرض في المفصل الصدغي الفكي أو أي من المسميات العلمية الأخرى للحالة نفسها”.

وبدون الإغراق في مزيد من التفاصيل، سألتزم بمسمى متلازمة الألم الفموي الوجهي (ODS). وهذه الحالة ليست سوى التهاب مفصلي أو التهاب عظمي مفصلي (حسب درجته) يتعقد بسبب ألم اللفافات العضلية (العضلي). دعونا نسوق هنا مثالًا بسيطًا: إذا تعرضت ركبتي للأذى، فلن أتمكن من المشي جيدًا. في الواقع، من المحتمل أن أحمّل عبئًا إضافيًا على الساق الأخرى حتى لا أضغط على المفصل المصاب. كذلك يبدو من المنطقي أنه إذا لم أمشِ بطريقة سليمة، فسيعاني وركي من بعض الانزياح أو الاضطراب ليتمكن من التكيف مع الوضعية الجديدة للمشي، وكذلك الحال مع ظهري. وفي النهاية، سوف أبدأ بالشعور بالتقفعات والألم في الظهر والخصر والساق الأخرى أيضًا إذا لم أجد حلًا لشفاء الركبة المصابة. وهو أمر يستطيع اختصاصي العلاج الطبيعي أو اختصاصي تجبير العظام أن يعالجه على المدى الطويل… وكل ذلك بسبب خلل في التوازن الوضعي ناتج عن عدم المشي بطريقة صحيحة!

حان الوقت الآن لشرح كيفية عمل مفصل الفم والمسمى بالمفصل الصدغي الفكي (TMJ): تخيّل باب وإطاره ومفصلتين.

عندما ينغلق الباب، يجب أن يكون ملائمًا تمامًا لإطار الباب، وإذا لم يكن كذلك فإنه سيرتطم بالإطار ولا ينغلق بشكل سليم، مما سيؤدي إلى انخلاع المفصلتين عن مكانهما في حال حاولنا إغلاق الباب بالقوة أو الاحتكاك بالإطار ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى تآكله.

ببساطة، هذه هي آلية عمل الفك؛ ففي حال لم يتم إغلاق الباب بالطريقة السليمة على إطاره (وهو في هذه الحالة الفك العلوي)، سيتسبب ذلك في تآكل الأسنان وانحشارها أو التسبب بخلع المفصل.

وعند حدوث مثل هذه الحالات، لا يقف المفصل عاجزًا تمامًا بل يتمتع بآليات محددة لحماية نفسه. وتتنوع هذه الآليات، إلا أن الآلية الرئيسية تعتمد على حماية العضلات حول المفصل، حيث تتغير المجموعة العضلية وتتكيف مع الوضع الجديد لمحاولة إبقاء المفصل في مكانه، مما يتسبب في إرهاق العضلة والتعب والتقفعات العضلية المؤلمة. وهذا ما يُطلق عليه ألم اللفافات العضلية.

وهنا يأتي دور طبيب الأسنان الذي يعالج المشكلة عبر إعادة تأهيل إطباق الأسنان (أي ملاءمة الباب مع إطاره). ويتم القيام بذلك من خلال عدة إجراءات مثل تقويم الأسنان أو الجراحات التعويضية أو النحت الاختياري أو باستخدام الجبائر السنية.

 وكملاحظة أخيرة، عليّ القول بأن كل ما شرحته أعلاه هو في الواقع أكثر تعقيدًا ويحتاج غالبًا إلى تعاون مع اختصاصات أخرى، مثل جراحة الفك العلوي والوجه، والعلاج الطبيعي، والطب النفسي، ومعالجة الكلام… وفي الحقيقة، يتوقف النجاح في علاج هذه الحالات على العمل الجماعي.